ما هو السحر ؟
ترتبط كلمة "ساحر" فى أذهان الكثيرين بالعرافين و خاصة الذين
يتنبؤن بالأحداث المستقبلية من خلال مراقبة النجوم .
و لكن فى الحقيقة ان مفهوم "السحر" أوسع من ذلك بكثير , فكلمة سحر تشير الى "قوة ماورائية خارقة" .
هناك العديد من التعريفات للسحر , و لكنى سأقوم هنا بالتركيز على مثالين اثنين فقط , و هما تعريف عالم النفس السويسرى سيجوند
فرويد , و تعريف بروفيسير "فرانسوا ليكسا" ( Francoise Lexa) الذى
قام بجمع نصوص السحر المصرية القديمة .
يقول فرويد : ( يقدم السحر للانسان تقنية تجعله يتحكم فى الأرواح
و بالتالى تسمح له بالسيطرة على مظاهر الطبيعة , الجامد منها
و المتحرك ... السحر هو تقنية لتحريك الأشياء ) .
أما بروفيسير فرانسوا ليكسا فيقول ( يمكننا ان طلق على أى فعل يتناقض مع قوانين السبب و النتيجة المعتادة فى الطبيعة انه سحر ) .
و يستشهد بروفيسير فرانسوا ليسكا بمثل لرجل بدائى يرى قطارا لأول مرة فى حياته , فيقوم بتفسير ما تراه عينه بأنه سحر , لأن عقله لا يستطيع أن يوجد علاقة بين السبب و النتيجة فى الظاهرة التى
يراها امامه , و هى القطار .
و لكن فى الحقيقة ان هذا المثل لا يقدم لنا تفسيرا لظاهرة السحر ,
كما أن عقل الانسان قد يستطيع فى وقت لاحق أن يكتشف العلاقة
بين السبب و النتيجة و بذلك تتحول الظاهرة من سحر الى مجرد
ظاهرة عادية .
فخلال الحرب العالمية الأولى , أراد ضابط ألمانى أن يبهر زعماء
القبائل فى كينيا و يستميلهم , فقال لهم ان بلاده ألمانيا سترسل
لهم رجالا يطيرون فى الهواء , و هو يقصد بذلك طبعا الطائرت , و هو
واثق أنهم لم يروها من قبل . و عندما رأى رجال القبائل فى كينيا الطائرات الألمانية لأول مرة فى حياتهم صاحوا جميعا ( آلات طائرة !!! ) .
لقد استطاع عقل رجال القبائل البدائيين أن يدرك أن الظاهرة التى
تراها أعينهم هى عبارة عن آلة , و بذلك أوجد علاقة بين السبب
و النتيجة , فلم تعد الظاهرة سحرا فى نظرهم .
و هذه القصة تعكس لنا قصور التفسير العقلانى للسحر و عدم قدرته على تفسير الظاهرة .
فى الحقيقة ان السحر ليس غياب العلاقة بين السبب و النتيجة
فقانون السببية لا يغيب عن ظاهرة السحر .
هناك دائما علاقة تربط السبب بالنتيجة ...... هذه العلاقة هى ما كان يعرف فى مصر القديمة باسم "نتر" (و الجمع منها "نترو" ) , و هى
كلمة لا يوجد لها مقابل فى لغاتنا الحديثة , و يمكن أن تترجم الى
العديد من المعانى منها ( قوى كونية , أرواح الطبيعة , كيانات الهية ,
صور أولية , archetypes) .
هذ ال "نتر" هو القوة الماورائية التى يتوجه اليها المؤمن بابتهاله
و هى التى تأتى من العالم السببى بنتائج غير التى اعتدنا عليها
و من هنا تأتى المعجزات المختلفة و منها معجزات الشفاء .
و هذ ال "نتر" هو الطاقة السحرية التى يستدعيها أو يستحضرها
الحكيم من خلال الطقوس المختلفة و منها الكلمات أو الايماءات
أو حركات الجسد , و هنا يصبح الطقس هو السبب المباشر لحدوث
ظاهرة السحر , أم السبب الغير مباشر فهو ال "نتر" .
------------------------------------------------------------------
من كتاب "العلم المقدس" (ٍٍSacred Science) للكاتب الفرنسى
"R. A. Schwaller De Lubicz "
ترتبط كلمة "ساحر" فى أذهان الكثيرين بالعرافين و خاصة الذين
يتنبؤن بالأحداث المستقبلية من خلال مراقبة النجوم .
و لكن فى الحقيقة ان مفهوم "السحر" أوسع من ذلك بكثير , فكلمة سحر تشير الى "قوة ماورائية خارقة" .
هناك العديد من التعريفات للسحر , و لكنى سأقوم هنا بالتركيز على مثالين اثنين فقط , و هما تعريف عالم النفس السويسرى سيجوند
فرويد , و تعريف بروفيسير "فرانسوا ليكسا" ( Francoise Lexa) الذى
قام بجمع نصوص السحر المصرية القديمة .
يقول فرويد : ( يقدم السحر للانسان تقنية تجعله يتحكم فى الأرواح
و بالتالى تسمح له بالسيطرة على مظاهر الطبيعة , الجامد منها
و المتحرك ... السحر هو تقنية لتحريك الأشياء ) .
أما بروفيسير فرانسوا ليكسا فيقول ( يمكننا ان طلق على أى فعل يتناقض مع قوانين السبب و النتيجة المعتادة فى الطبيعة انه سحر ) .
و يستشهد بروفيسير فرانسوا ليسكا بمثل لرجل بدائى يرى قطارا لأول مرة فى حياته , فيقوم بتفسير ما تراه عينه بأنه سحر , لأن عقله لا يستطيع أن يوجد علاقة بين السبب و النتيجة فى الظاهرة التى
يراها امامه , و هى القطار .
و لكن فى الحقيقة ان هذا المثل لا يقدم لنا تفسيرا لظاهرة السحر ,
كما أن عقل الانسان قد يستطيع فى وقت لاحق أن يكتشف العلاقة
بين السبب و النتيجة و بذلك تتحول الظاهرة من سحر الى مجرد
ظاهرة عادية .
فخلال الحرب العالمية الأولى , أراد ضابط ألمانى أن يبهر زعماء
القبائل فى كينيا و يستميلهم , فقال لهم ان بلاده ألمانيا سترسل
لهم رجالا يطيرون فى الهواء , و هو يقصد بذلك طبعا الطائرت , و هو
واثق أنهم لم يروها من قبل . و عندما رأى رجال القبائل فى كينيا الطائرات الألمانية لأول مرة فى حياتهم صاحوا جميعا ( آلات طائرة !!! ) .
لقد استطاع عقل رجال القبائل البدائيين أن يدرك أن الظاهرة التى
تراها أعينهم هى عبارة عن آلة , و بذلك أوجد علاقة بين السبب
و النتيجة , فلم تعد الظاهرة سحرا فى نظرهم .
و هذه القصة تعكس لنا قصور التفسير العقلانى للسحر و عدم قدرته على تفسير الظاهرة .
فى الحقيقة ان السحر ليس غياب العلاقة بين السبب و النتيجة
فقانون السببية لا يغيب عن ظاهرة السحر .
هناك دائما علاقة تربط السبب بالنتيجة ...... هذه العلاقة هى ما كان يعرف فى مصر القديمة باسم "نتر" (و الجمع منها "نترو" ) , و هى
كلمة لا يوجد لها مقابل فى لغاتنا الحديثة , و يمكن أن تترجم الى
العديد من المعانى منها ( قوى كونية , أرواح الطبيعة , كيانات الهية ,
صور أولية , archetypes) .
هذ ال "نتر" هو القوة الماورائية التى يتوجه اليها المؤمن بابتهاله
و هى التى تأتى من العالم السببى بنتائج غير التى اعتدنا عليها
و من هنا تأتى المعجزات المختلفة و منها معجزات الشفاء .
و هذ ال "نتر" هو الطاقة السحرية التى يستدعيها أو يستحضرها
الحكيم من خلال الطقوس المختلفة و منها الكلمات أو الايماءات
أو حركات الجسد , و هنا يصبح الطقس هو السبب المباشر لحدوث
ظاهرة السحر , أم السبب الغير مباشر فهو ال "نتر" .
------------------------------------------------------------------
من كتاب "العلم المقدس" (ٍٍSacred Science) للكاتب الفرنسى
"R. A. Schwaller De Lubicz "
تعليقات