تاريخ معبد الأقصر
كانت
المواكب الدينية تنتقل بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر على طول طريق على
جانبية تماثيل ابو الهول بطول 2,5 كيلو مترًا. وكان يحف الممر ألف من
تماثيل ابو الهول أكبر كبيرة الحجم. وتم بناء ستة هياكل مركبية تشابة التي
في متحف الكرنك المفتوح، عند فواصل على طول الطريق بين المعبدين، وهي أبنية
يستريح فيها أولئك الكهنة الذين يحملون تمثال آمون أو يقيمون مراسم من
معبد إلى آخر. والهيكل الذي في أقصى الشمال من هذه الهياكل يقع خارج باب
العمارة مباشرة بالكرنك؛ أما الذي في أقصى الجنوب فكان يقع في الفناء الأول
بمعبد الأقصر.
تماثيل ابو الهول والطريق المؤدي الى مدخل معبد الأقصر
بدأ
طريق تماثيل ابوالهول في عصر الدولة الحديثة لكنه لم يتخذ شكله النهائي
إلا في عهد نكتانيبو الأول من الأسرة الثلاثين. ولم تكشف أعمال التنقيب سوى
عن قليل من الامتدادات القصيرة لطريق ابو الهول وأفضلها حفظًا يمتد إلى
مئات أمتار قليلة شمالاً أمام معبد الأقصر، وحوالي خمسة وثلاثين من تماثيل
ابو الهول مكشوفة على جانبي الطريق المعبّد.
الصرح الأول وخلفية بهو الأعمدة الأول وجامع ابي الحجاج االأقصري
ومأذنتة التي ترجع الى القرن الثالث عشر. معبد الأقصر
فقديمًا
كان هناك مجمع ممتد ما بين المباني المحيطة بمعبد الأقصر. وكانت مدينة
الأقصر مكونة من شوارع ضيقة وغير منتظمة وتلتف ما بين الأسواق والبيوت
المبنية من الطوب اللبن والتي تتراوح بين أكواخ وبيوت خاصة. ومعظم الأبنية
الحضرية القديمة لا تزال مغمورة تحت الأقصر الحديثة. وليس من المعقول ان
تتم عمليات التنقيب والكشف عنها
اسفل المباني الحديثة في أي وقت قريب نظرًا للتكلفة التي تقتضيها. ونجاح
هذا العمل غيرمؤكد. ولقد تأثرت الجدران الحجرية المنقوشة تأثرًا سيئًا
بالمياه الجوفية المرتفعة بحيث تهدمت الأسطح المزخرفة. أما جدران المعبد
المبنية من الطوب اللبن التي تمثل الأبنية المساعدة فقد كان حظها أسوأ
فكثير منها تلاشى، إذ أدى ارتفاع المياه شديد في 2001 إلى تلف كبير للأطلال
عند الطرف الجنوبي للموقع.
صورة كاملة لمعبد الأقصر
ويتواصل العمل الاثري لحماية منطقة المعبد اليوم ومن المؤكد أنها ستستمر
طويلا في المستقبل. وقد كان هناك حديث عن الكشف عن طريق ابوالهول بكامله،
وتنظيف المدينة القديمة حول معبد الأقصر وجعلها متحفًا مفتوحًا. ولكن هذا
من شأنه أن يشق مدينة الأقصر إلى نصفين ويتطلب تحويل الأرض الثمينة القيمة
بين الممر والنيل إلى منتزه أو مكان للمشاة فقط. وبسبب التكاليف والسياسات
ومتطلبات الحفاظ غير المؤكدة فمن غير الراجح أن تنفذ هذه الفكرة في أي وقت
قريب.
صورة جوية للمعبد توضح ابعادة وجوانبة من العمائر والمرافق. معبد الأقصر
وهناك غرب المعبد
شارع طريق الكورنيش يفصل المعبد عن النيل. وجنوب المعبد نجد فندق نيو ونتر
پلالس وهو فندق كبير ومول للتسوق مليء بالمحلات والتجار. إلى الجنوب الغربي
بيتان من القرن التاسع عشر بنيا فوق القرية الرومانية، أحدهما يمثل مقر
حكومي. ويمكن للزائر الدخول الى المعبد من جهة الغرب من على طريق الكورنيش. وقد
كان هناك مدخل قريبًا جدًا أيضًا ودون مستوى الشارع. على حافة النيل
يستطيع المرء أن يرى أحجار مرسىً بُنِيَ لاستقبال المراكب المقدسة والسفن
الأخرى التي كانت تصل وترحل عن المعبد في أيام العيد.
البهو الكبير بمعبد الأقصر
وهناك طريق حجري
يؤدى شرقًًا من المدخل عبر منطقة مفتوحة أخليت حديثًا من الكتل الحجرية
المنقوشة بالكتابات، على طول خرائب الحصن الروماني والمعابد الرومانية،
وأقصى الجنوب هناك كنيسة مسيحية. وهناك سلّم عريض يؤدي إلى فناء بناه
نكتانيبو الأول بين البوابة الأولي وطريق ابو الهول. قد بنيت العديد من
الصروح في العصر الروماني. وقد دُمرت كلها تقريبًا، ولكن هناك دار عبادة
صغيرة مثيرة لاتزال تقف في الركن الشمالي الغربي بناها الإمبراطور هادريان
وكرّسها للإله سيرابيس في أوائل القرن الثاني الميلادي. وما هذا سوى واحد
من مشاريع البناء العظمى التي قام بها الرومان في مجمع الأقصر عندما حولوا
المنطقة إلى رباط حصين حوالي 250 ميلاديًا. أما معبد الأقصر نفسه فكان يقع
عند مركز هذا المجمع الدفاعي وكان بمثابة معبد لأباطرة الرومان الذين
اعتبروا أنفسهم الوارثين الإلهيين للملكية المصرية.
جانب من الكنيسة المكتشفة اسفل جامع الأقصري، ويظهر بالصورة رسوم مصرية قديمة اعلى محراب الكنيسة.
معبد الأقصر
وكمثل
معابد الكرنك خضع معبد الأقصر لتغييرات عديدة وإضافات على مدى ثلاثة آلاف
عام مضت ومن غير شك قد كان هناك معبد يقف في الماضي ويرجع إلى الدولة
الوسطى في نفس المكان، وربما كان هناك معبد من الدولة القديمة قبله أيضًا.
ولكن أولى المباني التي نراها اليوم قد شيدها أمنحوتب الثالث، هو ورمسيس
الثاني كانا مسئولين عن معظم صفوف أعمدة المعبد الهائلة وأفنيته. وفيما
بعدُ قام البطالمة وحكام الرومان بإعادة زخرفتها.
جانب من بهو الأعمدة الكبيربمعبد الأقصر
وعلى طول التاريخ
كان معبد الأقصر مكان إقامة آمون، وكل عام كان يُحمل تمثال آمون من الكرنك
الى معبد الأقصر لتحية آمون في عيد الأوبت، كان يسمى "عيد الأوبت". وكان
الاحتفال من أهم الاحتفالات في التقويم الديني. ونرى الموكب ما بين المعابد
والاحتفالات التي اقيمت بالأقصر على الجدران الخارجية لهيكل ومعبد رمسيس
الثالث في الفناء الكبير بالكرنك وعلى جدران وصفوف أعمدة أمنحوتب الثالث في
معبد الأقصر ومن بين وظائفه العديدة كان من غرض العيد إعادة توكيد سلطة
الملك ورباطه بالأجداد الملكيين وصلته الوثيقة بالآلهة. وكان احتفالاً
ملكيًّا لإعادة الشباب وإعادة ترسيخ سلطة الأرباب على مصر. ويحتُفل بهذا
العيد في الشهر الثاني من الصيف خلال فصل فيضان النيل السنوي.
تعليقات