سـت . سوتخ، ستغ، ستش stx , swtx,
هو رب الصحراء، وتجسيد لقوى الشر
والفوضى والارتباك فى مصر القديمة. وعُرف منذ بداية الأسرات، وظلت شهرته
وعبادته حتى نهاية العصور التاريخية القديمة.
وقد ظهر رمز المعبود على حامل مصور على مقمعة الملك (العقرب) من عصر ما قبل الأسرات. وقد ارتبط بالملكية والصراع حول العرش فيما يُعرف بأسطورة (الصراع بين "حورس" و"ست"). وصور "ست" أعلى واجهة القصر الملكى (سرخ)، موضع كتابة الاسم الملكى، وذلك منذ الأسرة الثانية فى اسم الملك "بر إب سن". وكذلك صور مع المعبود "حـور" على الصرح فى نقش للملك "خع سخموى". وظهر فى العديد من الفقرات فى "نصوص الأهرام".
وقد ظهر رمز المعبود على حامل مصور على مقمعة الملك (العقرب) من عصر ما قبل الأسرات. وقد ارتبط بالملكية والصراع حول العرش فيما يُعرف بأسطورة (الصراع بين "حورس" و"ست"). وصور "ست" أعلى واجهة القصر الملكى (سرخ)، موضع كتابة الاسم الملكى، وذلك منذ الأسرة الثانية فى اسم الملك "بر إب سن". وكذلك صور مع المعبود "حـور" على الصرح فى نقش للملك "خع سخموى". وظهر فى العديد من الفقرات فى "نصوص الأهرام".
وأُدخل "ست" فى اللاهوت الخاص برب
شمس مع بداية الدولة الوسطى، حيث صور فى مقدمة مركب الشمس، يحارب عدو رب
الشمس اللدود، الثعبان "أبوفيس". وكان عضواً فى تاسوع "هليوبوليس" كابن
للمعبود "جب" وزوجته "نوت"، وكأخ لـ "أوزير" و"إيزة"، و"نفتيس".
وزادت مكانة "ست" أو "سوتخ" فى فترة
حكم "الهكسوس"، إذ ربط الحكام الأجانب بينه وبين المعبود الآسيوى "بعـل"؛
ومن ثم فقد ارتفع إلى مرتبة المعبود الرسمى للبلاد.
المعبود "ست" يعلم الملك "تحتمس الثالث" رمى السهام واستخدام القوس.
نقش من معبد الكرنك، الأسرة الثامنة عشرة. نقلاً عن:
Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 199.
نقش من معبد الكرنك، الأسرة الثامنة عشرة. نقلاً عن:
Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 199.
ورغم تراجع مكانة "ست" خلال عصر
الأسرة الثامنة عشرة، إلا أن أهميته عادت فتزايدت مرة أخرى فى الأسرة
التاسعة عشرة، حيث أُدخل اسمه فى أسماء بعض ملوك الرعامسة، مثل "ستى" (سيتى
الأول)، والذى يعنى اسمه (رجل المعبود "ست")، أو: (المنتمى للرب "ست").
وأُدخل كذلك فى اسم الملك "ست نخت"، ومعنى الاسم: (ست القوى)، أو: (المعبود
"ست" قوىٌّ).
وكان "ست" تجسيداً لقوى العنف،
والفوضى، والارتباك، وتجسيداً للشر نقيضاً للخير. وربما يرجع ذلك لطريقة
ولادته، إذ ولد بطريقة غير طبيعية، حيث بُصق بواسطة أمه "نوت" (Pyr. 205).
ويشير أحد النصوص إلى اندفاعه خارج
رحم أمه فى عنف حينما ولدته: (يا من أنجبه الأرباب، الثاقل، حينما فلقت
الليل شطرين، وخلعت عليك هيئة "ست"، واندفعت خارجاً فى عنف). (Pyr.
306). وهكذا فإن مولده قد اعتبر بداية للفوضى
والاضطراب. وفى إحدى فقرات الفصل (39) من "كتاب الموتى"، نقرأ على لسان
"ست": (أنا ست، أصل الاضطراب، الذى يرعد فى أفق السماء). وقد
اعتبر مضاداً لمعنى الـ (ماعت) التى تمثل العدالة والقوة النظامية للعالم،
وذلك باعتباره رباً للفوضى، وممثِّلاً للجانب المظلم للكون. وكرب للصحراء
(الأرض الحمراء)، فقد قابل وهدد النباتات التى تقوم عليها الحياة. واعتبر
"ست" قوة طبيعية فى السماء تفسر بقوة الظلام، والتى تحرر من سحرها "عين
القمر" أثناء إعادة ظهوره بعد ميلاد القمر الجديد.
وقد عُرف للمعبود "ست" قوة إيجابية،
وذلك بخلاف جوانب قوته السلبية التى تؤثر على نظام الكون. وتمثلت هذه القوة
الإيجابية فى أنه امتلك قوة الخصوبة الشديدة كالثور؛ وبذلك فقد اعتبر رباً
للقوة الجنسية (CT. VI 258g).
كما تبرز قوة "ست" فى مساعدته
للمتوفى فى القضاء على أرواح الشر التى تعترضه، إذ تشير إحدى فقرات "نصوص
التوابيت": (على وجوهكم أيتها الأرواح جاءت قوة "ست" المعادية).
ويكتب اسمه بالقراءات "ست"، و:
"سوتى"، و: "ستش"، و"ستخ"، و: "ستغ"، و: "سوتخ". ويظهر على شكل كائن خرافى
يصعب تحديد ماهيته، كما يظهر على شكل إنسان برأس هذا الكائن المميز بفمه
الممدود إلى الأمام، وأذنيه المستويتين من أعلى، والذيل النافذ مثل السهم.
وأحياناً ما يصور "ست" على الحلى
والتمائم بالتاج الأبيض، أو التاج المزدوج. وأحياناً ما يصور مندمجاً مع
"حور" كرب واحد ذى رأسين، تجسيداً أو رمزاً لحكم مصر العليا والسفلى. وقد
صور "ست" -فى معبد "هيبس" بالواحة "الخارجة"- مجنحاً يقوم بذبح الثعبان
"أبوفيس".
المعبود المُركب "حـر- فـى"
وهو تجسيد للربين "حـور" و"سـت" معاً، حيث صور برأسى المعبودين. نقلاً عن:
Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 198.
وهو تجسيد للربين "حـور" و"سـت" معاً، حيث صور برأسى المعبودين. نقلاً عن:
Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 198.
شكل آخر للمعبود "حـر- فـى"، أو ربما ينطق اسمه: "حـروى- فـى" بصيغة التثنية،
وذلك لكونه تجسيداً للربين "حـور" و"سـت" معاً، فى كيان واحد.
من كتاب "الإمى دوات". نقلاً عن: Hornung, Valley of the kings, p. 115.
وذلك لكونه تجسيداً للربين "حـور" و"سـت" معاً، فى كيان واحد.
من كتاب "الإمى دوات". نقلاً عن: Hornung, Valley of the kings, p. 115.
وبخلاف حيوان "ست" نفسه، هناك
العديد من الحيوانات الأخرى التى ارتبطت بالمعبود "ست"، مثل الظبى،
والحمار، والماعز، وفرس النهر، والتمساح، والسمك؛ ولذلك فإن "ست" أحياناً
ما كان يُجسد فى أى من هذه الصور.
وقد ارتبط حيوان "ست" كعلامة
تصويرية كتابية بالعديد من الكلمات التى تعبر عن الفوضى والارتباك على
مستوى الأفراد، والمجتمع، والكون، وقد انعكست هذه الخصائص كلها فى الأساطير
المصرية القديمة.
ووفقاً للأساطير المصرية، فقد ضلع
"ست" فى قتل أخيه "أوزير"، ودخل فى معركة استمرت ثمانين عاماً مع "حور"
(ابن "أوزير") حول أحقية أيهما بالعرش.
ورغم أن "نفتيس" تُعرف كزوجة لـ"
ست"، إلا أنها قد تركته وانضمت إلى صف "حور" فى الصراع. وفيما يتعلق بالربة
"تا ورت"، فقد عُرفت كزوجة وشريكة لـ "ست" فى طبيعيته العنيفة، سوياً مع
المعبودتين الأجنبيتين "عشترت"، و"عنات".
وقد ارتبط "ست" بالقوة، والمكر،
والحماية؛ ومن صفاته (عظيم القوة)، ويقال أن صولجانه يزن (2000) كجم. وكان
رباً للمعادن، وبخاصة الحديد، أقوى أنواع المعادن لدى المصريين، حيث عُرف
الحديد بأنه (عظام ست). وقد عبرت "نصوص الأهرام" فى عدد من المواضع عن قوة
"ست" التى يدعيها الملك المتوفى (Pyr. 1145).
وقد ربط العديد من الملوك أنفسهم
بالمعبود "ست"، فنجد أن الملك المحارب "تحتمس الثالث" يسمى نفسه (محبوب
ست). وقد عُبد "ست" على نطاق واسع فى مصر القديمة على مر العصور التاريخية،
نظراً للمكانة والدور الذى شغله على مر هذه العصور. وقد تركزت عبادته فى
أماكن معينة، وكان أقدمها على الأرجح فى "نوبت" التى تقع على بعد حوالى 30
كم شمال "الأقصر"، عند مدخل "وادى الحمامات"، والذى يتحكم فى التجارة
لمناطق الصحراء الشرقية؛ إذ كان يُعتقد بأن "ست" قد وُلد فى هذه المنطقة.
وكذلك عُبد فى عدد من الأقاليم، هى: الخامس، والعاشر، والحادى عشر، والتاسع
عشر، من أقاليم مصر العليا.
كما عُرفت عبادته فى مصر السفلى،
وخاصة فى الإقليم الرابع عشر، والذى يقع فى المدخل الشمالى الشرقى لمصر.
كما وجد له مركز عبادة فى مدينة "بر رعمسيس" فى شرق الدلتا.
إرسال تعليق