مـوت . Mwt
هى الربة الأم العظيمة، وملكة
الأرباب، وزوجة "آمون"، وعضو فى ثالوث "طيبة". ورغم عدم وجود دلائل حول أصل
هذة المعبودة أو مصدرها قبل الدولة الوسطى، إلا أنه من المرجح أنها عُرفت
منذ وقت سابق فى منطقة "طيبة"؛ حيث تشير بعض الآراء بأنها عبادتها ظهرت منذ
عصور ما قبل الأسرات.
ويبدو أن مكان نشأتها كان فى منطقة تعرف باسم "مـﭽبت" فى مصر الوسطى، حيث يذكر نقش من عصر الدولة الوسطى (سيدة "مـﭽبت").
وهناك اختلاف حول كيفية ظهورها، وما
إذا كانت هذه الربة قد رُفعت إلى مرتبة الزوجة للمعبود "آمون" (الرب
الرسمى)، ومن ثم اكتسبت أهمية وشهرة كبيرة؛ أم أنها قد أُقحمت لمكانة
الزوجة لآمون، وأنها لم تتعد فى البداية كونها معبودة صغيرة غير ذات أهمية.
وعلى كل حال فإن "موت" قد حلت محل
"آمونت" كزوجة رئيسة للمعبود "آمون"، وكأم للمعبود "خونسو"، وذلك فى
الثالوث الرئيسى والكبير لطيبة (آمون ؛ موت ؛ خونسو).
وتظهر "موت" على شكل أنثى كاملة، أو
أنثى برأس لبؤة. وقد ظهرت بهذه الهيئة منذ الدولة الحديثة، وشُخصت بذلك
المقابل فى الجنوب للربة "سخمت" التى تأخذ هذه الهيئة فى الشمال. وعادة ما
تصور "موت" فى الهيئة الأنثوية بتاج الجنوب، أو التاج المزدوج.
كما صورت فى بعض مناظر الفصل (164) من
"كتاب الموتى"، بداية من الأسرة الحادية والعشرين، فى هيئة مركبة ومعقدة
إلى حد ما؛ حيث صورت فى صورة رب ذى أجنحة مفرودة، وعضو ذكرى منتصب، وثلاثة
رؤوس لأنثى العقاب، والأسد، ورأس آدمى، وربما يصور ذلك طبيعة عنيفة وقوية
للمعبودة (الأقوى من المعبودات).
وربما يشير شكل كتابة اسم المعبودة
بطائر (العُقاب) ضمنياً للهيئة الأصلية التى كانت تصور بها هذه المعبودة.
إلا أن هذه العلامة التصويرية لكتابة الاسم تُقرأ (مُوت)، وهى تحمل معنى
(الأم)، وهو الدور الرئيس الذى لعبته الربة "موت" بوصفها (ربةً أُماً)،
وبوصفها (أماً للملك).
كما أنها قد شُخصت فى صورة الملكة.
وفى عصر الدولة الحديثة نجد أن الملكات كُن يضعن غطاء رأس على شكل أنثى
طائر العُقاب، والذى كان يرمز بالطبع للأمومة الإلهية .
وقد ارتبطت "موت" بالمعبودة القطة "باستت"، واندمجت معها فى صورة الربة "موت باستت". كما أن خصائص اللبؤة قد أسبغت عليها طبيعة الربة السبعة كـ" عين رع"، وذلك قياساً بالربتين "سخمت"، و"تفنوت". كما أنها قد ارتبطت بالمعبودين "رع" و"بتاح"، وغيرهما من الأرباب.
وقد ارتبطت "موت" بالمعبودة القطة "باستت"، واندمجت معها فى صورة الربة "موت باستت". كما أن خصائص اللبؤة قد أسبغت عليها طبيعة الربة السبعة كـ" عين رع"، وذلك قياساً بالربتين "سخمت"، و"تفنوت". كما أنها قد ارتبطت بالمعبودين "رع" و"بتاح"، وغيرهما من الأرباب.
كما لعبت دوراً كربة ترتبط بالأمور
الدنيوية، إضافة إلى ارتباطها بالعالم الآخر، ومعتقدات الموتى الجنائزية.
فنجدها فى الفصل (164) من "كتاب الموتى" تقوم بتسليم الأرواح والأجساد من
مقر الشيطان، الأرواح الموجودة فى حجرة الشر.
وقد عُبدت "موت" ضمن الثالوث الرسمى
فى "طيبة"، وشيد لها معبد ضمن معابد "الكرنك"، حيث كان مركز عبادتها الرئيس
فى (ISrw) جنوب معابد "الكرنك"، لذلك شاع لقبها (سيدة "إشـرو"). وقيد شُيد
الجزء الأكبر من هذا المعبد فى الأسرة الثامنة عشرة بواسطة الملك "أمنحتب
الثالث"، وتوالت الإضافات فى العصور التالية حتى العصر البطلمى.
وقد امتدت عبادتها وتقديسها خارج
"طيبة"، حيث شُيدت لها مقاصير فى "هليوبوليس"، و"الجيزة"، و"تانيس"، كما
أنها قد صورت فى العديد من المعابد الكبرى فى صحبة المعبود "آمـون". وشَاركت
الربة "موت" فى العديد من الأعياد والاحتفالات الدينية فى صحبة "آمـون"،
إضافة إلى الاحتفال الخاص بها، والمعروف باسم (إبحار "موت")، والذى كان
يُجرى فى بحيرة "إشـرو" (ISrw).
وقد خصص لها العديد من التماثيل، وصنعت لها عشرات التمائم والرموز التى تعبر عن المكانة الكبيرة التى حظيت بها الربة "موت".
إرسال تعليق