مـاعـت . MAat
هى ربة الحق والعدل فى مصر القديمة،
والتى تجسد الحقيقية والتوازن الكونى. وهى التجسيد المادى والمعنوى لكل من
القانون، والنظام، والحق.
وتظهر "ماعت" بهيئة أنثى واقفة أو
جالسة، يعلو رأسها ريشة النعام، وتمسك بالصولجان وعلامة "عنخ" فى يدها، أو
تمسك بالريشة التى كانت رمزاً لها فى المناظر والكتابة الهيروغليفية.
ولا يزال غيرَ واضحٍ السببُ الحقيقى
وراء ارتباط "ماعت" بريشة النعام كرمز لها، فربما كان ذلك لارتباط الريش
بالطيران، وبالتالى بعالم السماء الكونى بوصفها ربة كونية؛ أو ربما لخفة
الريشة، والتى تعبر عن الصفاء والطهارة وعدم ثقل الآثام والذنوب؛ أو لسبب
آخر مجهول لنا.
وقد ارتبطت "ماعت" بالعديد من الأرباب
والمعبودات، ويأتى فى مقدمتها الأرباب الكونية، فهى ابنة للمعبود "رع"،
وكان لها دور بارز فى رحلة الشمس والأناشيد الشمسية.
وتجسد "ماعت" النظام الكونى الذى أوكل المعبود "رع" إلى الملك إرساءَه وإقامتَه فى حكم الأرض. فكان على الملك القيام بذلك، والقيام بطقسة تقديم "الماعت"، كناية عن ذلك كله وحول "قربان ماعت".
وتجسد "ماعت" النظام الكونى الذى أوكل المعبود "رع" إلى الملك إرساءَه وإقامتَه فى حكم الأرض. فكان على الملك القيام بذلك، والقيام بطقسة تقديم "الماعت"، كناية عن ذلك كله وحول "قربان ماعت".
كما ارتبطت بالمعبود "ﭽحوتى" رب
الحكمة والمعرفة، وعرفت كزوجة له، وقد ظهرت معه فى مشهد وزن قلب المتوفى،
وكذلك ظهرت على مركب رب الشمس "رع". وارتبطت "ماعت" بالملك، والذى كان
مسئولاً أمام الأرباب عن إقرار النظام والعدالة، وإقامة الـ "ماعت" فى
نصابه الذى خلقه الأرباب للكون.
الربة "ماعت"، سيدة العدالة والحق، تحتضن خرطوش الملكة "نفرتارى" بين جناحيها.
مقبرة الملكة "نفرتارى" رقم (QV 66) فى "وادى الملكات".
وقد لعبت المعبودة "ماعت" دوراً بارزاً وهاماً فى العالم الآخر، وتمثل ذلك بوضوح من خلال تواجدها فى مشهد محاكمة المتوفى ووزن قلبه على أحد كفتى الميزان أمام ريشة "ماعت" على الكفة المقابلة للميزان (انظر الجزء الثالث من الكتاب، العالم الآخر: محاكمة الموتى).
ورغم الأهمية والمكانة التى حظيت بها
الربة "ماعت"، وظهورها فى الكثير من المعابد المصرية، إلا أنها كمختلف
الأرباب الكونية لم يخصص لها معبد خاص لعبادتها. وسنتعرض بشىء من التفصيل
والتحليل لشخصية وطبيعة الربة "ماعت" فى إطار معالجة ودراسة (مفهوم "ماعت"
و"إسفت") فى فصل مستقل، وذلك فى الجزء الثالث من هذا الكتاب.
إرسال تعليق