كانت الخطابات تكتب على ورق البردي، وعلى الأحجار، وكسرات الفخار، وألواح الأخشاب.
.البردى:
كان استخدام البردي شائعاً في جميع أنواع الخطابات، ولكن لعل أكثر ما كتب
من خطابات علي ورق البردى كانت الرسائل الرسمية، أو التي كانت تتبادل بين
مرءوس ورئيسه، وكات الرسالة تدون علي وجه الورقة (البردية) الذي تكون فيه
الألياف أفقية ومكونة زوايا قائمة مع اتصالات أجزاء البردية. علي أن معظم
الرسائل التي حفظت لنا نجد فيها أن القلم كان يجرى علي الألياف العمودية،
وسبب ذلك أن الكاتب حينما يأخذ في تسطير الرسالة كان يقبض علي الورقة
عمودياً ويكتب عليها عرضاً، بدلاً من أن يمسكها أفقياً كما كان يفعل عندما
يدون كتابا.
بردية إبوت
بردية إبوت
.الأوستراكا "الشقافات": وكانت تعتبر البديل الأمثل للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء البردى، وكانت علي نوعين:
الأوستراكا
إمامن كسرات الحجر الجيرى الملساء: والحصول عليها ميسور من أى بقعة يقام فيها بناء، علي أن استعمالها لم يقتصر علي أفراد الطبقة الدنيا حيث نجد رسالة من حامل المروحة "خعى" إلي رئيس العمل "نب نفر"، وهي مدونة علي شظية من الحجر الجيري الأبيض. واستخدم بشكل واسع في الخطابات الهيراطيقية، وقل في الخطابات الديموطيقية.
اللواح العمارنة
أو من كسرات الفخار المهشم:
واستخدمت لكتابة الخطابات وكذلك لكتابة مسودات لخطابات تمهيداً لنقلها علي
البردي بعد ذلك. وأكثر ما وصلنا منها كان من الشكاوى. ولعل الدليل علي أن
الأوستراكا كانت تعتبر أقل قيمة من البردى ما نجده من الإعتذارات المتعددة
في الرسائل القبطية التي كانت تكتب علي هذه المادة. مثال ذلك ما كتبه
المرسل قائلاً: "معذرة لأني لم أجد بردياً في تلك اللحظة ليتناسب مع مقام قداستكم.
.الخشب: ولم يستخدم بكثرة لعدم احتفاظ سطحه بالكتابة لفترة طويلة، وإن كنا قد وجدنا نماذج لخطابات دونت بالهيراطيقية علي الخشب.
لوحة "حسي رع"
.الكتان: والنماذج المدونة عليه قليلة جداً منها خطابين مسجلين بالديموطيقية أحدهما بمتحف ملوى رقم "489" والآخر من مجموعة خطابات Michaelidisوكل منهما موجه للمعبود "تحوت".
وقد تنوعتة موضوعات الخطابات ما بين:
الخطابات شخصية
1.موجهة من أشخاص لأرباب:
وهي خطابات وجهها المصري القديم لأربابه التي غالباً ما تكون أرباب جبانات
مثل المعبود "أنوبيس" و "أوزير حعبي"، وفي أحيان أخري تكون معبودات لها
مقاصير وليست أرباب جبانات حيث يكون المرسل في خدمة أحد الأرباب ويعمل لديه
فيتوجه اليه بالدعاء باعتباره قريباً منه.
2.خطابات شخصية كان يتبادلها الأفراد:
وهي خطابات كان يتداولها موظفون اداريون ولكنها كانت ذات طابع شخصي ويغلب
عليها روح الصداقة والود والتقارب ومثل هذه الخطابات قليلة نسبياً. كما نجد
من بينها خطابات تهانٍ لا سيما بين المعلمين والرؤساء، فنجد مثلاً أحد
الرؤساء يرسل إلي معلمه ذاكراً أفضاله عليه فيقول: " لقد
ربيتنى صغيراً حينما كنت معك، وقد ضربت ظهري ولذلك دخل تعليمك أذني. وإني
كالجواد الشارد، فلا يأتى النوم نهاراً إلي قلبي، ولا يأخذني ليلاً لأني
أريد أن أكون مفيداً لسيدى كالخادم النافع لصاحبه".
كما وجد من هذا النوع خطابات بين أشخاص تربطهم صلات اجتماعية لاسيما بين الأزواج.
خطابات إدارية
وهذه الخطابات تكون بين الإدارات على لسان موظفيها واختلفت ما بين. أوامر:
وهي قليلة نسبياً، ولعل من أمثلتها القليلة خطاب الملك "تحتمس الأول" إلي
"توري" نائبه في كوش إبان توليه حكم البلاد يأمره فيه باعلان اسماءه الخمسة
هناك.
2. خطابات عبارة عن تقارير.
3. خطابات متبادلة بين موظفي الأدارات خاصة بسير العمل وما يجري من أحوال ادارية داخل سير العمل.
4. خطابات اعلام أو تبليغ: ولاتي يذكر فيها المرسل الموضوع باختصار شديد وبأسلوب مباشر.
الشكاوى
وهي نوعان:
1. شكاوى ودية:
أى غير رسمية ولا تعنون لذوي السلطة مباشرة وفي هذه الشكاوى أو الخطابات
يشكو المرسل للمرسل اليه من نزاع بينه وبين آخر ويريد من المرسل اليه أن
يرفع الأمر إلي الرئيس المباشر لهم، وهنا يريد من المرسل اليه التدخل أو
الوساطة الودية.
2. شكاوى رسمية: وكانت توجه لذوى السلطات للفصل فيها. ولعل من أقدم ما وصلنا منها شكاو "الفلاح الفصيح" التسعة.
الإيصـالات
أخذت
الإيصالات طابع الرسالة لاسيما الإيصال الضريبي، وتمدنا الشقافات
الديموطيقية بالعديد من المعلومات عن ضرائب العصرين البطلمي والروماني،
كضرائب الأراضي وغلاتها والتي تُدفع سنوياً على المحصول نقدية وعينية.
وقد احتوت الشقافات بالإضافة إلى ذلك على أسماء بعض دافعي الضرائب
وجامعيها أو متعهديها، وتشير بعض النصوص إلى أسماء بعض المدن أو بعض
الأماكن المعروفة بها.
المراسلات التعليميـة
وهي
موضوعات إنشائية أدبية يرجع أصلها إلي خطابات حقيقيو أو إنشائية كان
المقصود منها أن تستعمل نماذج للتعليم كما كان هناك خطابات نموذجية كان
التلميذ يتمرن عليها والتي كانت عادة تكتب علي الشقافات الفخارية.
تعليقات