إن
المطلع على إنجازات الحضارة المصرية القديمة لابد أنه سيدرك للوهلة الأولى
أن أمة بهذه الإنجازات لابد أنها كانت تهتم بالعلم والعلماء والباحثين
والدارسين، وتهيئ لهم كل أدوات العلم والمعرفة، وعلى رأسها الكتاب
والمكتبة التي تضم بين جنباتها كل ما أمكن من فروع العلم والمعرفة في
العلوم والآداب والفنون والعمارة والديانة وغيرها.
هكذا
كان الحال بالنسبة للكتب و للمكتبات في مصر القديمة. وبغض النظر عن حجم
مبنى المكتبة والتسهيلات التي تقدمها وأعداد الكتب بها، فإن هذه المنشأة
تعامل كمكتبة بكل المفاهيم في الأزمان القديمة والحديثة وفي كل الأماكن.
إن
المطلع على المصادر اليونانية سوف يرى أن الفلاسفة اليونانيين والمفكرين
والعلميين والفنانين كانوا يحرصون عند زيارتهم لمصر على متابعة إنجازات
الحضارة المصرية، ومن ثم كان لابد من أن يتوجهوا إلى المكتبات الكائنة على
أرض مصر للاطلاع على الكتب والوثائق التي وضعت في المعابد والقصور
والمؤسسات الدينية والتعليمية.
وليس أدل على أهمية الكتب كأداة للتعليم من كثرة المفردات التي وردت في اللغة المصرية للدلالة على "كتاب، ولفة بردي، ومخطوطة..إلخ".
- (cr.t)"عرت"، وتعني: كتابًا من البردي أو الجلد.
- 
- (Md3.t) "مـﭽات"، وتعني: كتابًا أو لفة بردي.

- (Mdd.t) "مـﭽدت"، وتعني: كتابًا وهي كتابة متأخرة للكلمة السابقة.

- - (Snn) "سنن"، وتعني: كتابًا.
- (Ss, sh)"سش،سغ"، وتعني: كتابة أوكتابًا.
- Sc.t)) "شعت"، وتعني: خطابًا أوكتابًا دينيًّا.

- (Sfdw) "شفدو"، وتعني: "بردي" كأدوات كتابة أو ككتاب.

- (t3w) "ثاو"، وتعني: كتابًا.

- (Sip.ti, cf) "سيبتي، عف"، وتعني: كتابًا عن محتويات معبد.

- (Tt) " ثت"، وتعني: كتابًا (mistress of books).
ولقد عرف المصطلح (pr-md3t) منذ الأسرة الثالثة (القرن 27 ق.م)، وظل يُذكر في النصوص المصرية حتى منتصف القرن الأول الميلادي. وقد ورد هذا الاصطلاح في معابد ومقابر في سقارة، والجيزة، وأبو صير، ومنف، وتل بسطة، وأسيوط، وتانيس، وأسوان، والبرشا، وقفط، وأبيدوس، ومير، والحواويش، وأبو سمبل، وبوهن، وفي معابد كثيرة مثل "الرامسيوم، وإدفو، وفيلة، ودندرة"، وفي قصور مثل "قصر الملك أمنحوتب الثالث".
تعليقات