الوظائف الكهنوتية والجنائزية للمرأة
ومما سبق نلاحظ أن الوظائف
النسائية فى الخدمة الدينية والكهنوتية قد تعددت، سواء أكانت تخص أحد
الملوك، أم أحد الأفراد، أو سواء أكانت الشعائر الجنائزية والطقوس تؤدى
للشخص المتوفى، أم كانت هذه الخدمة النسائية ترتبط بأحد الأرباب فيما يُعرف
باسم (الحريم الإلهى) على نحو ما سنرى لاحقاً.
وعلى كل حال فإن دور المرأة فى هذه
الخدمة قد تواجد منذ بداية العصور التاريخية، واستمر تواجده عبر مختلف
العصور التاريخية. إلا أن هذا الدور لم يلمع ولم يظهر بشكل مميز يكاد يفوق
مثيله من كهنوت الرجال إن لم يفُقه بالفعل، وذلك منذ منتصف عصر الدولة
الحديثة، وخلال العصور المتأخرة؛ وذلك حينما برز دور (الزوجة الإلهية
للمعبود "آمون") فى "طيبة"، والتى كانت تترأس كهنوت "آمون" فى "طيبة".
فكانت المأة لها دور هام كحريم خاص لكل من الملوك، والأفراد، والموتى،
والأرباب.
الحريم الملكي والخاص
كان للملوك والأمراء وحكام
الأقاليم وكبار رجال الدولة -إلى جانب زوجاتهم- حريمٌ خاص بهم يضم عدداً من
المحظيات. وكانت مهمتهن أن يشرحن قلوب سادتهن بالغناء والرقص والموسيقى.
وكان لهن رئيسة تشرف على شئونهن،
وموظفون يقومون بنفس المهمة. وكان دخول المرأة فى حريم الملك بالذات يعنى
شرفاً كبيراً لها، ومن بينهن من أصبحن زوجات للملوك.
الـحريم الخاص بالمتوفى
كان للحريم دور في الطقوس الدينية
لصالح الشخص المتوفى، حيث ارتبط الرقص والغناء وعزف الموسيقى بالمعبودة
"حتحور". وكان ذلك يحدث في حضرة المتوفى أو تمثاله، أو يصور في أي مكان آخر
على جدران المقبرة. وظهر ذلك في عدد من مقابر الأسرات الخامسة والسادسة.
الحـريم الإلهي
ولم يكن نظام "الحريم" قاصراً
على البشر فحسب، بل اختص بعض الأرباب والربات بحريم خاص في معابدهم، كان
يتضمن عدداً من المحظيات أو المؤديات، ويكون على رأسهن عادة سيدة تحمل
اللقب: (imytr xnr.t n ….)، أي: (المشـرفة على حـريم المعبــود(ة)
فلانـ(ـة))؛ أو اللقـب: (wrt xnr.t)، أي: (كبيرة الحريم). واللقب الأخير
تحمله -في معظم الحالات- زوجة "الكاهن الأكبر"، أو ابنته، وقد تكون في بعض
الأحيان هي زوجة الكاهن الثاني.
وقد ارتبط "الحريم" بالمعبودات منذ
عصر الدولة القديمة، مثل المعبودة "بات" و"حتحور". وفى الدولة الحديثة
ارتبط بالربات "إيزيس"، و"نخبت"، و"باستت"، وغيرهن.
ولعل أقدم مثال لارتباط الحريم بمعبد كان في عصر الأسرة الخامسة، وذلك في منظر للراقصات اللائي يعلوهن بمقبرة "بتاح حوتب".
ولعل أقدم مثال لارتباط الحريم بمعبد كان في عصر الأسرة الخامسة، وذلك في منظر للراقصات اللائي يعلوهن بمقبرة "بتاح حوتب".
تعليقات