الآلهة
تميز الفكر الدينى للمصرى القديم بكثرة عدد المعبودات التى قدسها المصريون، بل تميز المصريون بقبول عبادة أو تقديس أكثر من معبود فى آن واحد، بل وفى مكان واحد أيضاً؛ فكان أن زخرت نقوش معابدهم ومقابرهم وما خلفوا لنا من آثار منقوشة أو مكتوبة بالعديد من المعبودات المصرية التى يفوق عددها الألف، ويقدرها بعض المختصين فى الديانة بأكثر من ثلاثة آلاف معبود ومعبودة.
وقد لعب التطور الفكرى والعقائدى للمصرى القديم دوراً فعالاً فى تصور وجود العديد من الآلهة والأرباب، وفى أن يكون لكل منهم خصائصه وطبيعته، ومقدرته الخاصة. وقد حفظت لنا النصوص والنقوش الدينية المختلفة على مر العصور أسماء وطبيعة وأدوار العديد من هذه المعبودات، ولم تتوافر معلومات على النحو الذى يعطى صورة كاملة عن البعض الآخر، أو حتى ما قد يحدد شخصية بعضهم. وقد تفاوتت مكانة هذه الأرباب والمعبودات من مكان لآخر، ومن وقت لآخر، كما أن البعض منها حظى بمكانة وأهمية خاصة تفوق غيره من الأرباب.
وكان هذا التميز بين الأرباب نابعاً من أسباب قد تتعلق بطبيعة وخصائص هذا المعبود، أو لظروف ودوافع جغرافية أو سياسية أدت إلى رفعة شأن أحدها على حساب غيره. كما يعود ذلك أحياناً إلى ذكاء وفطنة كهنة معبود ما فى تلمُّس المبررات وحياكة الأساطير حول أربابهم، أو دمج هؤلاء الأرباب فى الأساطير والقصص التى شغلت مكانة خاصة فى فكر وأذهان الناس لتحقيق مكانة لهم بين الناس. ومن أمثلة ذلك ما فعله كهنة "آمون" فى "طيبة" منذ عصر الدولة الوسطى، وخلال الحديثة؛ حيث لم يكن المعبود "آمون" يشغل حتى مرتبة الإله الرئيسى للمقاطعة، فدمجوا إلههم فى أساطير ومذاهب الخلق الأقدم، وأكسبوه ثقلاً وأهمية وعراقة، فجعلوه الإلهَ الخالق، وبذلك نجحوا فى الصعود بنجمه، ليس لمرتبة الإله الرسمى للإقليم وحسب، وإنما لمنزلة الإله الرسمى للدولة كلها.
ولما كان لعقيدة الشمس رسوخ ومكانة لدى الناس، فقد فطن كهنة "آمون" إلى ذلك، فأسرعوا بدمج إلههم فى المعبود الشمسى "رع"، ليكون هو "آمون-رع"، والذى أضفوا عليه صفات وخصائص معظم المعبودات المصرية؛ ومن ثم فقد نجح هؤلاء الكهنة فى أن يضمنوا لربهم مرتبة الإله الأول والأكبر للدولة لأطول فترة ممكنة.
كما لعب الحظ دوره فيما توصل إلينا من معرفة حول هذه المعبودات، إذ توافرت المعلومات والمصادر المختلفة فى حالةٍ وندرت فى الأخرى، مما كان له الأثر فى غياب الكثير حول الطبيعية الكاملة لأرباب المصريين القدماء.
بل أنه يصعب - فى كثير من الأحيان - التفرقة بين معبود وآخر فى المناظر والنقوش، إن لم يصاحب المعبود نصٌّ صريحٌ يشير إلى ماهية الأرباب المصورة، ولو حتى بمجرد ذكر الأسماء فحسب. فهناك تشابه وخلط شديد فى المعبودات فى هيئة البقرة مثلاً، أو تلك التى تُصوَّر فى هيئة اللبؤة، أو حتى الأرباب التى تصور فى الهيئة الآدمية الكاملة، إن لم يصور المعبود بالرموز أو الشارات المميزة له عن غيره فى نفس الهيئة.
فيمكن الحديث في الديانة المصرية القديمة عن آلهة عامة وأخرى محلية. ويقصد بالآلهة العامة، الآلهة التي انتشرت عبادتها في كافة أرجاء مصر (كالإله رع إله الشمس مثلاً)، بينما يقصد بالآلهة المحلية، الآلهة التي اقتصرت عبادتها على إقليم بعينه، أو مدينة بعينها.
تميز الفكر الدينى للمصرى القديم بكثرة عدد المعبودات التى قدسها المصريون، بل تميز المصريون بقبول عبادة أو تقديس أكثر من معبود فى آن واحد، بل وفى مكان واحد أيضاً؛ فكان أن زخرت نقوش معابدهم ومقابرهم وما خلفوا لنا من آثار منقوشة أو مكتوبة بالعديد من المعبودات المصرية التى يفوق عددها الألف، ويقدرها بعض المختصين فى الديانة بأكثر من ثلاثة آلاف معبود ومعبودة.
وقد لعب التطور الفكرى والعقائدى للمصرى القديم دوراً فعالاً فى تصور وجود العديد من الآلهة والأرباب، وفى أن يكون لكل منهم خصائصه وطبيعته، ومقدرته الخاصة. وقد حفظت لنا النصوص والنقوش الدينية المختلفة على مر العصور أسماء وطبيعة وأدوار العديد من هذه المعبودات، ولم تتوافر معلومات على النحو الذى يعطى صورة كاملة عن البعض الآخر، أو حتى ما قد يحدد شخصية بعضهم. وقد تفاوتت مكانة هذه الأرباب والمعبودات من مكان لآخر، ومن وقت لآخر، كما أن البعض منها حظى بمكانة وأهمية خاصة تفوق غيره من الأرباب.
وكان هذا التميز بين الأرباب نابعاً من أسباب قد تتعلق بطبيعة وخصائص هذا المعبود، أو لظروف ودوافع جغرافية أو سياسية أدت إلى رفعة شأن أحدها على حساب غيره. كما يعود ذلك أحياناً إلى ذكاء وفطنة كهنة معبود ما فى تلمُّس المبررات وحياكة الأساطير حول أربابهم، أو دمج هؤلاء الأرباب فى الأساطير والقصص التى شغلت مكانة خاصة فى فكر وأذهان الناس لتحقيق مكانة لهم بين الناس. ومن أمثلة ذلك ما فعله كهنة "آمون" فى "طيبة" منذ عصر الدولة الوسطى، وخلال الحديثة؛ حيث لم يكن المعبود "آمون" يشغل حتى مرتبة الإله الرئيسى للمقاطعة، فدمجوا إلههم فى أساطير ومذاهب الخلق الأقدم، وأكسبوه ثقلاً وأهمية وعراقة، فجعلوه الإلهَ الخالق، وبذلك نجحوا فى الصعود بنجمه، ليس لمرتبة الإله الرسمى للإقليم وحسب، وإنما لمنزلة الإله الرسمى للدولة كلها.
ولما كان لعقيدة الشمس رسوخ ومكانة لدى الناس، فقد فطن كهنة "آمون" إلى ذلك، فأسرعوا بدمج إلههم فى المعبود الشمسى "رع"، ليكون هو "آمون-رع"، والذى أضفوا عليه صفات وخصائص معظم المعبودات المصرية؛ ومن ثم فقد نجح هؤلاء الكهنة فى أن يضمنوا لربهم مرتبة الإله الأول والأكبر للدولة لأطول فترة ممكنة.
كما لعب الحظ دوره فيما توصل إلينا من معرفة حول هذه المعبودات، إذ توافرت المعلومات والمصادر المختلفة فى حالةٍ وندرت فى الأخرى، مما كان له الأثر فى غياب الكثير حول الطبيعية الكاملة لأرباب المصريين القدماء.
بل أنه يصعب - فى كثير من الأحيان - التفرقة بين معبود وآخر فى المناظر والنقوش، إن لم يصاحب المعبود نصٌّ صريحٌ يشير إلى ماهية الأرباب المصورة، ولو حتى بمجرد ذكر الأسماء فحسب. فهناك تشابه وخلط شديد فى المعبودات فى هيئة البقرة مثلاً، أو تلك التى تُصوَّر فى هيئة اللبؤة، أو حتى الأرباب التى تصور فى الهيئة الآدمية الكاملة، إن لم يصور المعبود بالرموز أو الشارات المميزة له عن غيره فى نفس الهيئة.
فيمكن الحديث في الديانة المصرية القديمة عن آلهة عامة وأخرى محلية. ويقصد بالآلهة العامة، الآلهة التي انتشرت عبادتها في كافة أرجاء مصر (كالإله رع إله الشمس مثلاً)، بينما يقصد بالآلهة المحلية، الآلهة التي اقتصرت عبادتها على إقليم بعينه، أو مدينة بعينها.
الآلة حورس
مثلت
الآلهة العامة في صورة إنسانية وحيوانية، فإله الشمس مثل في صورة إنسان
برأس صقر، وإلهة السماء ظهرت في هيئة بقرة، أو في هيئة أنثى، ويبدو أن هذه
الآلهة، وغيرها من الآلهة التي تمثل قوى الطبيعة، قد عبدت في بادئ الأمر
دون أن يكون لها معابد يلجأ الناس إليها، أي ظل الكون مقراً لها.. ولما كان
المصري لا يؤمن إلا بالأشياء المحسوسة، فقد اتخذ لهذه الآلهة أماكن عبادة
كتلك التي خصصها لآلهته المحلية، وكانت هذه الأماكن تنتشر في البدايات الأولي في المراكز التي لعبت دوراً هاماً في العقائد المصرية القديمة.
أما عن الآلهة المحلية، فقد اقتصرت عبادتها على المناطق التي ظهرت فيها، واتخذت رموزاً لها من حيوانات وطيور وزواحف وغيرها.
وإذا
أراد المصري أن يعبد إلهاً، اتخذ الثور رمزاً له، فإنه لا يقدس جميع
الثيران، وإنما يختار واحداً من بينها يتميز بصفات خاصة عن بقية أفراد
نوعه.
وإذا
ما نفق الحيوان أو الطائر أو الزواحف، فإنه يلف بالكتان والحصير على نحو
ما كان يحدث بالنسبة للموتى من البشر، ثم يدفن في أماكن معينة، إما بين
مقابر الموتى، أو في جبانة مستقلة، وصنع المصري لهذه الحيوانات تماثيل من
الصلصال أو الخشب أو الحجر أو المعدن.
وتعتبر
آلهة المدن أقدم المعبودات في مصر، وكانت تتميز بأماكنها واسمائها
وأعيادها، وكان إله المدينة يعتبر عند سكانها أعظم من كل آلهة المدن
الأخرى، فهو خالق كل شئ، وهو واهب الخيرات والنعم. وقد بقيت المعبودات
المحلية قائمة في مصر حتى نهاية الحضارة المصرية، برغم ما تعرضت له من تغيير
وتبديل. وظل المصريون يتقدمون لها بالدعاء والرجاء، ويقدمون إليها
القرابين حتى في العصور التي كانت تنتشر فيها عبادة الآلهة الكونية
(العامة) في كل أرجاء مصر.
ولما
كان مركز الآلهة مرتبطاً بالتطور السياسي، فقد أصبحت بعض آلهة المدن آلهة
للأقاليم التي تضم هذه المدن، والتي قدر لها أن تلعب دوراً سياسياً
معيناً..أي أنها أصبحت لها السيادة على آلهة المدن الأخرى في داخل حدود
الأقاليم.
ومن ناحية أخرى، فإن بعض معبودات المدن قد يصيبها الضعف لسبب آخر، مما يتيح الفرصة لآلهة أخرى أن تظهر على حسابها.
وكان
الكهنة إذا أحسوا بضعف إلههم، فإنهم يحاولون أن يربطوا بينه وبين إله
العاصمة بصورة أو بأخرى، مدعين أنه صورة منه، يبتغون له بذلك البقاء
والجاه.
وأدت
الظروف السياسية أيضاً إلى الربط أحياناً بين بعض المعبودات المتجاورة
لتكون منها أسراً إلهية، فمنها ما كان يؤلف ثالوثاً من الأب والأم والابن،
كثالوث منف. (بتاح، وسخمت، وابنهما نفر-توم)، وثالوث طيبة: (آمون، وموت،
وابنهما خونسو)، وقد يتكون الثالوث من زوج وزوجتين (كما هو الحال بالنسبة
لثالوثي إلفنتين وأرمنت.
وكما
أشرنا من قبل، فقد مثل المصريون أكثر آلهتهم بجسم الإنسان ورأس حيوان
المعبود، وفي بعض الأحيان على هيئة إنسان كامل، وقد يحمل على رأسه أو في
يده ما يدل على أصله.
وكانت
الآلهة الكونية من أهم الآلهة في مصر، على اعتبار ما للعناصر الكونية من
تأثير في نفوس الناس، فسماء مصر صافية، وشمسها ساطعة، ونجومها زاهية، ونيل
مصر هو الذي وهبها الحياة، وتحف بوادي النيل صحاري قاحلة تروع من يجوبها.
تصور
المصري السماء على هيئة بقرة تقف بأرجلها على الأرض، أو على هيئة إمرأة
حانية على الأرض يرفعها إله الهواء "شو"، ورأسها في الغرب، وقدماها في
الشرق، تلد الشمس كل صباح، وتبتلعها ثانية كل مساء.
أما
الشمس وهي أبرز العناصر الكونية وأقواها أثراً في حياة الإنسان، فقد صورها
المصري في صور شتى، فتارة على شكل إله تحيط به بعض الآلهة، وهو يعبر
السماء بسفينة، وأخرى في صورة جعل (جعران) ذي جناحين، أو إنسان برأس صقر يعلو رأسه قرص الشمس.
ولعل
ذلك ما دفعنى إلى بسط مساحة خاصة للتعريف بكل معبود على حدة، وإظهار
خصائصه، وهيئته، وأهم الوظائف أو الأدوار التى اختص بها، وذلك بعد أن
قدمنا بشكل عام طبيعة الأرباب المصرية، وهيئاتها المختلفة، والرموز الخاصة
بها. وفيما يلى عرض لأهم المعبودات المصرية القديمة فى تسلسل أبجدى،
محاولين من خلاله الوقوف على طبيعة وأدوار كل معبود على حدة، وتناول وظائف
وأدوار هذه المعبودات، وعلاقاتها بغيرها من المعبودات.
إرسال تعليق