U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

نفرتيتى سيدة المانيا القوية

نفرتيتى سيدة المانيا القوية


((نفرت-إيتي) او (الجميلة آتية) والتي تنتمي للاسرة 18 من الدولة الحديثة تم اكتشاف تمثالها النصفي الفاتن على يد العالم الالماني (لودفيج بورشاردت) في ديسمبر 1912 بتل العمارنة بالمنيا بورشة أحد النحاتين يدعى تحتمس، ومنذ اكتشافه وقد فتن الالماني بجمالها وخطف جمالها قلبه كما اسر من قبل قلب الملك (امنحتب الرابع) (إخن-إتن) وقرر (بورشاردت) ان يصطحب تمثال الملكة في رحلة هربه إلى ألمانيا حيث اخفاه ضمن قطع من الفخار المرسلة إلى برلين للترميم



ومن المعروف عنها انها لم تكن ذات دم ملكى وانها ربما كانت فلاحة مصرية من عامة الشعب المصري لكنها كانت ذات صلة بالقصر احبها الملك الشاب (إمنحتب الرابع) وتزوجها ومن اجلها غير اسمة الى (إخن-أتن) وعقيدته الى الاتونية وعاصمة دولتة الى (آخت-إتن) ومن اجلها حارب رجال الدولة من كهنة وأمراء

(نفرت-إيتي) لم تكن مجرد أمرأة ولكنها كانت إحدى أقوى النساء في مصر القديمة ولذلك وبعد انتصار الدولة العميقة من كهنة ورجال بلاط للنظام القديم على تلك الثورة الدينية الاجتماعية التي قام بها (إخن-إتن) وزوجته (نفر-إيتي) تم محو اسمها من السجلات التاريخية وتشويه صورها بعد وفاتها ولم يكشف حتى الان موميائها

يعتقد ان (نفرت-إيتي) كانت ملهمة (إخن-إتن) في دعوته الدينية الجديدة التي نادى بها وصاحبة فكرة هجر العاصمة التاريخية لمصر (طيبة) وانشاء العاصمة الجديدة تدعى (أخت-إتن) حيث لعبت دورا أساسيا في نشر المفاهيم الجديدة التي نادي بها زوجها، وكانت الملكة الجميلة دوماً تظهر بصحبه الملك أثناء الاحتفالات والطقوس وبالمشاهد العائلية وكذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتي صورت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء ويمكن مشاهدة ذلك على بقايا جدران معابد (آتن) ومقابر الأشراف بتل العمارنة.
توفيت (نفرت-إيتي) في العام 14 لحكم (إخن-إتن) ومن الممكن أن تكون قد دفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية في تل العمارنة ولكن لم يتم العثور على المومياء الخاصة بها حتى الآن



وفي عام 1912 اكتشف (بورشاردت) تمثال ملون نصفى للملكة الجميلة مصنوع من الحجر الجيري والجص نحتته أنامل فنان مصري يدعى تحتمس منذ ما يزيد على 3000 عام لامرأة رائعة الجمال ذات وجه جذاب هادئ وعنق طويل وأنف دقيق رائع ووجنتين بارزتين وابتسامة غامضة وشفاة حمراء.. مما جعل من نفرتيتي واحدة من أجمل وجوه العصور القديمة واعتبرت رمز من رموز الجمال الأنثوى وقد صف المفتون (بورشاردت) الاكتشاف في مذكراته، قائلاً: (فجأة.. أصبح بين أيدينا أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية لا يمكن وصف ذلك بالكلمات لابد أن تراه) ورغم ان التمثال وصل ألمانيا عام 1913 الا انه لم يعرض على الجمهور الا عام 1923 وبعد موافقة خطية من (بورشاردت)



وقد اعتبرت تلك الفلاحة المصرية سيدة ألمانيا الاولى واقوى أمرأة في برلين والمرأة الاشهر والاهم وأصبحت رمز ثقافي لمدينة برلين وخصصت لها قاعة يعرض فيها تمثالها وحده دون مشاركة اي قطعة اخرى ففي الثلاثينيات من القرن الماضي وصفت الصحافة الألمانية تمثال (نفرت-إيتي) بأنه تمثال ملكتهم الجديدة وأنه تربع على عرش الكنوز الفنية الألمانية وأن (نفرت- إيتي) ستعيد تأسيس الهوية الوطنية الإمبراطورية الألمانية.



ووصف الزعيم الألماني(هتلر) التمثال بأنه (تحفة فنية فريدة من نوعها وأنه كنزًا حقيقيًا وتعهد ببناء متحف ليحتويه) وفي السبعينات أصبح تمثال الملكة المصرية رمزًا للهوية الوطنية لألمانيا حيث أصبح رمزًا ثقافيًا لبرلين وفي اواخر الثمانينات وضع وجه نفرتيتي على البطاقات البريدية في برلين وعلى الطوابع البريدية الألمانية وفي عام 1999 ظهر التمثال على الملصقات الانتخابية لحزب الخضر الألماني وهو بمثابة وعد بعالم متعدد الثقافات مع شعار (سيدة برلين القوية) ووفقًا لـ(كلوديا بريجر) فهناك سبب آخر لارتباط تمثال (نفرت-إيتي) بالهوية الوطنية الألمانية وهو المنافسة مع البريطانيين الذين اكتشفوا مقبرة (توت عنخ آمن)



هكذا قدر الالمان قيمة تاريخنا وحضارتنا المصرية المتفرده في تاريخ البشرية .. بل ونسبوه الى انفسهم واعتبروا رمز لثقافتهم وهويتهم الوطنية .. بينما نحن المصريون لم نقدر قيمة تاريخنا ولا ما تركة لنا الأجداد من كنوز وتراث فنحن شعوب نتعامل مع تاريخنا على انه سلعة او حكاية جميلة بل ونتبرأ من هويتنا وثقافتنا المصرية ويعتبر الكثير منا الانتساب الى الهوية الوطنية المصرية كفر وعمل غير مرغوب فيه ونفضل علية الانتساب لهويات اخرى كالتركية والعربية وغيرها.. ايها المصريون افخروا بمصريتكم وهويتكم المصرية.. افخروا بأجدادكم الذين شيدوا المجد ووضعوا اسمهم في اوائل الامم الحضارية.. حافظوا على ميراثكم وهويتكم فهى طوق النجاة
 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة